قصيدة طبيبة الشعراء

قصيدة طبيبة الشعراء


قلبي أديم فهوي في غيبات   .. من دائي فضاع كل رجائي
ياللصديق استبد بي و ما في      .. القلب مثقال ذرة بغضاء
تائه ابحث عن أحلامي  ..في عالم تضاعف فيه رحائي
أني ضائع ضائع في حياتي ...وصار عقلي مجرد أشلاء
أطيب قلبي أنا أم أني ..فتي متفرد من الضعفاء 
ضعيف بسلامي ,ضعيف..بأشعاري ضعيف بشقائي
لهو طوافي في البلاد و لوعة..في لوعة بحثي عن رفقاء
أأجد صديق واحد في ..عالم صار الصديق هواء
شاك ألي القمر تضارب احوالي ..فيجيبني بكلماته الجوفاء
باك علي الاماني الطوال فليت لي..قلبا صلدا كصخرة صماء 
مهما انتابها موج ظلت ..صامدة ضد العواصف الهوجاء 
و العقل يئن لوعة و ضيقا ..كمدا كطفل غطته الأقذاء
و العالم حولي قريح جفنه .. يتغاضي عن جرائر الامساء
و بينما العقل في حيرته..بزغ النور و عمت الاضواء
فيا آلهي ماذا أري .. أأجد النور يتحرك إزائي
فيا للسماء ماللي أري.. أأجد النور يتجسد كحسناء
حسناء ضيقة الأعين  ..تمتلك بشرة بيضاء
فمها دقيق صاغه خالق  ..صاغ ذلك العالم المترائي
ترتدي رداء ابيض رائع ..كملاك جاء من السماء
ثاوية علي بدر أعظم فليت ..لي تلك المكانة و هذا الكبرياء
يجتاحها فكر متواصل بلا مدي ..بدا يهز السقم في أعضائي
مدت إلي يدها متبسطة   ..باديه الكلام بلا جفاء
طبيبة هكذا هي تعالج  ..القلوب الحائرة حتي الشفاء
و تطيب جراح الماضي القاسي .. بحنكة و مهارة بلا دهاء
تعانق فؤادي المريض بإبتسامة  ..رقيقة جميلة مليئ’ بالنقاء
تحدث عقلي دوما بالمشاعر ..التي تفيض دوما بالصفاء
يجري في عروقها و عروقي  .. دما يمنح للآخرين بلا استثناء
بدت تقول انها إنسانة  .. تبحث عن روح بلا رياء
و تخاطب العالم الواسع المترائي   ..بحكمة تصير عبرة للرائي
و تناوش ملوك الظلام   ..لتنقذ الروح من الفناء
و تقطع أرؤس الضلال   ..لتمحو بجسارة مشاعر البغاء
تناور و تحاور المشاعر  ..الساكنة الباحثة عن الإحياء
دوما تدور في دوامة واسعة  ..من الأفكار الداعية إلي البقاء
كأنها انسان وحيد معذب ..صار تائه ضائع في صحراء
يتلهف شوقا و املا دوما  ..بحثا عن واحة يرتع فيها الماء
طبيبة أنا هكذا قالت  ..أبحث دوما عن جنة خضراء
جنة اشجارها الآمال الجميلة  ..يحتويها دائما أكرم رداء
و فروعها مكارم الاخلاق  ..التي تبعثرت في العالم بلا احتواء
و ثمارها الاحلام العريضة ..التي بها صنع الحضارة القدماء
و أزهارها الحب و الآخاء   ..اللذان محيا فضاع الفداء
و أن أشيد بداخلها قصر  ..من الحب فما أعظم هذا البناء
تحدثت كثيرا لكنك صامت ..فمالي اراك في تلك الكآبة الخرساء
ألست شاعر ملهم في عالمك ..أم ذهبت بروحك إلي عالم الاباء
فقلت واطبيبتاه لقد صارت روحي ..مدنسة في عالم من الاهواء
تحاول الخروج و لكن كيف ..و حولها يحوم أنصار الرثاء
تشتاق للعلاج فهل أجد  في ..جعبتك ما يجلب الشفاء
طبيبتي زحف الداء في جسدي .. فهل أجد لديك دوائي
قالت تناول إكسير الحياة ..ليخرج ما في داخلك من البلاء
و يجعلك تنسي ماضيك القاسي ..ولا تنظر ابدا عبر مرآة سوداء
 سأحاول هكذا قلت و سأرفع ..مكانتي إلي عالم الامراء
طبيبتي أعدت لي روح مسلوبة ..فلن أنسي جميلك حتي مسائي
وسأظل أمحو اثار الهزيمة ..من عالم غاب عنه السناء
طبيبتي أبحث دوما ساعيا عن ..صداقتك لربما وجدت عزائي
أو أجد وجه حسن و قلب ..أبيض و عقل يتقبل آرائي
أو أجد طبيبة عظيمة تظل  ..بجواري تحارب انصار الرياء
طبيبتي مهما أطلت فلن أكون..بقادر علي وصف ما بك من بهاء
شاعر نعم أنا لكنك  ..ستظلي دوما طبيبة الشعراء 
أيمن الشاعر 1999

0 التعليقات: