زمن الفتن ( الفتنة الكبري ج 1)

 

تقديم

هي فتنة ليست ككل الفتن
هي الفتنة ربما تكون الاعنف و الأسوء علي مدار التاريخ الاسلامي
هي الفتنة التي تسببت في انقسام الامة الاسلامية الي فرق و طوائف
هي فتنة كانت بدايتها اختلاف علي ثأر ثم تحولت الي إختلاف سياسي ثم إلي حروب و معارك ثم إلي انقسام وصل الي درجة العقيدة
هي فتنة مازلنا نتعثر في تبعاتها حتي الان و صار المسلمين سنة و شيعة و خوارج بعد أن كانوا صفا واحدا
هي فتنة تعد صفحة مؤلمة في التاريخ الاسلامي و كيف لا و قد قتل فيها العديد من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم اجمعين
هي فتنة انتهت بمقتل الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه علي يد خوارجي حفظ كتاب الله بدون أن يفهمه 
هي الفتنة الكبري في الاسلام 

بداية الفتنة 

لما وقع قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين قد خرجن إلى الحج في هذا العام فرارا من الفتنة، فلما بلغ الناس أن عثمان قد قتل، أقمن بمكة بعد ما خرجوا منها، ورجعوا إليها وأقاموا بها، وجعلوا ينتظرون ما يصنع الناس ويتجسسون الأخبار‏.‏
فلما بويع لعلي وصار حظ الناس عنده بحكم الحال وغلبة الرأي، لا عن اختيار منه لذلك رؤس أولئك الخوارج الذين قتلوا عثمان مع أن عليا في نفس الأمر يكرههم، ولكنه تربص بهم الدوائر، ويود لو تمكن منهم ليأخذ حق الله منهم، ولكن لما وقع الأمر هكذا واستحوذوا عليه، وحجبوا عنه علية الصحابة فر جماعة من بني أمية وغيرهم إلى مكة، واستأذنه طلحة والزبير في الاعتمار، فأذن لهما فخرجا إلى مكة، وتبعهم خلق كثير وجم غفير‏.

لماذا لم يثأر الامام علي من قتلة عثمان بن عفان؟

كان أهل الفتنة في هذا الوقت يسيطرون على الأمور في المدينة بصفة عامة، ولهم من القوة والسلاح ما يؤهلهم لذلك، ولم يكن بيد علي بن أبي طالب  في هذا الوقت من القوة ما يستطيع من خلاله أن يقتل قتلة عثمان  دون أن تحدث فتنة عظيمة في الأمصار المختلفة، والتي سوف تثور لهؤلاء القتلة بدافع الحمية، والعصبية، فآثر أن يؤجل محاكمة هؤلاء القتلة إلى حين تثبت أركان الدولة، ثم يتصرف  التصرف الذي يراه مناسبا مع كل من شارك في هذه الفتنة، فمنهم من يقتل كرؤوس الفتنة، والمحرضين عليها، ومن شارك في القتل بيده، ومنهم من يُعزّر كالجهال الذين يظنون أنهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر بهذا الفعل الشنيع، فكل له حكمه، وكانت إقامة هذه المحاكمة في هذا التوقيت من الأمور الصعبة للغاية نظرا لأن كثيرا من الأمور لا زالت بأيدي هؤلاء المتمردين، وهناك الكثير من القبائل الملتفة حول هذه الرؤوس التي أحدثت الفتن

تولية نواب علي و رفض بعضهم 

في سنة 36 هجرية لم تولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخلافة، وولي على الأمصار نواباً، فولى عبد الله بن عباس على اليمن، وولى سمرة بن جندب على البصرة، وعمارة بن شهاب على الكوفة، وقيس بن سعد بن عبادة على مصر، وعلى الشام سهل بن حنيف بدل معاوية 
فسار سهل بن حنيف حتى بلغ تبوك فتلقه خيل معاوية فقالوا‏:‏ من أنت‏؟‏
فقال‏ سهل بن حنيف :‏ أمير‏.‏
قالوا‏:‏ على أي شيء‏؟‏
قال‏ سهل بن حنيف:‏ على الشام‏.‏
فقالوا‏:‏ إن كان عثمان بعثك فحي هلا بك، وإن كان غيره فارجع‏.‏
فقال ‏سهل بن حنيف:‏ أو ما سمعتم الذي كان‏؟‏ (يقصد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه)
قالوا‏:‏ بلى‏.‏
فرجع إلى علي‏.‏
وأما قيس بن سعد فاختلف عليه أهل مصر فبايع له الجمهور، وقالت طائفة‏:‏ لا نبايع حتى نقتل قتلة عثمان، وكذلك أهل البصرة، وأما عمارة بن شهاب المبعوث أميرا على الكوفة فصده عنها طلحة بن خويلد غضبا لعثمان، فرجع إلى علي فأخبره وانتشرت الفتنة، وتفاقم الأمر، واختلفت الكلمة‏.‏
وكتب أبو موسى إلى علي بطاعة أهل الكوفة ومبايعتهم إلا القليل منهم

مخاطبة أمير المؤمنين لمعاوية ابن ابي سفيان 

بعث علي إلى معاوية كتبا كثيرة فلم يرد عليه جوابها، وتكرر ذلك مرارا إلى الشهر الثالث من مقتل عثمان في صفر، ثم بعث معاوية طومارا (صحيفة) مع رجل فدخل به على علي فقال‏:‏ ما وراءك‏؟‏
قال‏:‏ جئتك من عند قوم لا يريدون إلا القود كلهم موتور، تركت سبعين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان، وهو على منبر دمشق‏.‏
فقال علي‏:‏ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ثم خرج رسول معاوية من بين يدي علي فهم به أولئك الخوارج الذين قتلوا عثمان يريدون قتله، فما أفلت إلا بعد جهد‏.‏

امير المؤمنين يقرر محاربة أهل الشام و معاوية 

عزم علي رضي الله عنه على قتال أهل الشام، وكتب إلى قيس بن سعد بمصر يستنفر الناس لقتالهم‏.‏وإلى أبي موسى بالكوفة، وبعث إلى عثمان بن حنيف بذلك، وخطب الناس فحثهم على ذلك‏.‏وعزم على التجهز، وخرج من المدينة، واستخلف عليها قثم بن العباس، وهو عازم أن يقاتل بمن أطاعه من عصاه، وخرج عن أمره ولم يبايعه مع الناس،
 وجاء إليه ابنه الحسن بن علي، فقال‏:‏ يا أبتي دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين، ووقوع الاختلاف بينهم، 
فلم يقبل منه ذلك، بل صمم على القتال، ورتب الجيش، فدفع اللواء إلى محمد بن الحنفية، وجعل ابن العباس على الميمنة، وعمرو بن أبي سلمة على الميسرة، وقيل‏:‏ جعل على الميسرة عمرو بن سفيان بن عبد الأسد، وجعل على مقدمته أبا ليلى بن عمرو بن الجراح بن أخي أبي عبيدة، ولم يبق شيء إلا أن يخرج من المدينة قاصدا إلى الشام
 حتى جاءه ما شغله عن ذلك كله الا و هو موقعة الجمل 

المصادر:
1-البداية و النهاية /الجزء السابع /ابن كثير 
2-المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم/ الجزء الخامس/ابن الجوزي 
3-الكامل في التاريخ/الجزء الثاني/ابن اثير
و للحديث بقية ان شاء الله 




0 التعليقات: