عندما يجتمع الحب و المنطق!!.


من الامور المسلم بها في وجداننا أن الحب هو شيء لا منطقي و ايضا لا مفهوم في حياتنا 
شيء خارج كل القواعد و المنطق 
أنت تحب فعلا و ربما بطريقة فطرية بلا أي حسابات بلا أي تحليلات بلا أي تعقيدات
بل و يضع البعض أن الحب اصلا ضد المنطق و ان هناك صراع ازليا بين القلب (رمز الحب) و بين العقل (رمز المنطق) و يجب أن يكون هناك منتصرا في النهاية و نتيجة هذا الصراع يتحدد مصير هذا الانسان بشكل كبير 
اليوم نحن نكشف النقاب عن الكثير من الحقائق العلمية التي ستؤكد لنا انه لا تعارض مطلقا ما بين الحب و المنطق ..بل علي العكس
الحب اصلا هو شيء منطقي و اذا كان غير منطقيا فحتما سيموت!!...

ما مصدر المشاعر في الانسان؟

الكثير يعتقد بل و يؤمن جدا أن مصدر مشاعره هو القلب ..و لذلك نرمز للحب دائما بالقلب؟!...
بالتأكيد للقلب له دور ثانوي في التأثير علي المشاعر نتيجة لوجود شبكة عصبية كبيرة متصلة به لكنه ليس المصدر علي الاطلاق؟!...
المنبع و المصدر الرئيسي للمشاعر الانسانية و الانفعالات مثل الحب و الغضب و الشهوة و والتراجع خوفاً والإحباط والحسد والغيرة هو ما يسمي المخ العاطفي أو الانفعالي الا و هو الجهاز الطرفي أو الجهاز النطاقي باللغة الانجليزية Limbic System  
و هذا الجهاز يقع في مركز كل من النصفين الكرويين لذا ممكن نطلق عليه مجازا قلب المخ
ويمكن إجمال وظائف الجهاز الطرفي في مسؤوليته عن سبعة أمور:
الإنفعالات - المشاعر- الدوافع - السلوك - العدوانية- الذاكرة - التعلَُم
 اذا المخ هو المسؤول الاول عن المشاعر و ليس القلب 
و طالما الحب احد اهم المشاعر منشأها الجهاز الطرفي فهل هناك نظريات علمية للحب 
الاجابة هي نعم !!...

 النظريات القديمة للحب:

كان سيجموند فرويد العالم النفسي الشهير هو اول من وضع نظرية للحب..و تركزت نظريته حول الحاجة لنموذج الأنا الذي يعني الصورة التي يرغب الانسان الوصول اليها و ان يكون محبوبا في نظر الاخرين 
ثم جاء العالم ماسلو صاحب نظرية هرم الاحتياجات الانسانية و الذي وضع تحقيق الذات علي قمة هرم الاحتياجات و اكد ان الشخص القادر علي تحقيق ذاته هو القادر ايضا علي أن يحب 

نظرية مثلث الحب:



هي نظرية عن الحب أبتكرها عالم النفس الأمريكي روبرت سترنبرغ، وتقسم هذه النظرية الحب إلى ثلاثة مكونات وهي :
1) الالفة: التي تمثل مشاعر القرب و الاقتراب 
2) الشغف: الذي يمثل مشاعر الرومانسية و الانجذاب الجسدي 
3) الالتزام: الذي يمثل علي المدي القصير القرار الذي يتخده الانسان بأن يبقى مع شخص آخر، وفي المدى الطويل يمثل الإنجازات المشتركة التي تحققت مع الشخص الأخر
و بناء علي هذه المكونات و اجتمعاها مع بعضها البعض نجد ان هناك اشكال مختلفة من الحب 
اشكال الحب:
1) لا حب : و فيه لا يوجد الثلاثة مكونات.. لا الفة لا شغف لا التزام , و للاسف الشديد يمثل الاغلبية من العلاقات الانسانية 
2) الصداقة او الاعجاب: و فيه مكون واحد فقط الا و هو الالفة و فيه يشعر المرء بالتقارب و الدفء في العلاقة تجاه الطرف الاخر بدون شغف أو الالتزام 
3) حب الافتتان (الاعجاب الشديد): و فيه الشغف فقط و هو عبارة عن افتتان بجسد الطرف الاخر و بالتالي يظهر فجاة و يختفي فجاة 
 4) حب فارغ: و فيه الالتزام فقط بلا الفة و شغف مثل الحب الناتج من زواج الصالونات ممكن طبعا ان يتطور الي شكل اخر لذا فهو دائما ما يظهر كبداية و ليس كنهاية. طبعا كارثة لو ظل هكذا كنهاية 
5) الحب الرومانسي: و فيه مزيج من الألفة و الشغف بلا اي التزام , بالتالي هو حب منقوص
6) حب العشرة او الشراكة: و هو مزيج من الالفة و الالتزام بلا شغف , هو نوع غير عاطفي من الحب, اقوي من الصداقة بسبب الالتزام علي المدي الطويل في العلاقة , و يظهر هذا في الزواج طويل الاجل و الصداقات القديمة حيث العاطفة لم تعد موجودة كما في الماضي و لكن يبقي الالفة و الالتزام 
7) الحب السخيف او الاحمق: و هو مزيج من الشغف و الالتزام بلا الفة , حب متسرع قائم علي مشاعر اللحظة دون تقارب منطقي و حقيقي للشخصية 
8) الحب المتكامل: هو الشكل الكامل من الحب مزيج من الالفة (الحميمية) و الشغف (العشق) و الالتزام ( الارتباط) 

الخلاصة:

ابحث عن الحب المتكامل في حياتك فهو الحب المنطقي الوحيد و هو العلاقة المثلي التي يسعي نحوها الناس 
و هو الزواج المثالي لشريكي الحياة لانك لن تمل من شريك حياتك و ستكون اكثر سعادة معه دوما و ستتغلبا معا علي اي صعوبات ممكن أن تقابلكم سوا صعوبات مادية او معنوية 
ابحث عن الحب المتكامل لانه سيمنحك قدرا مستمرا من الفرحة في حياتك 
نعم الوصول الي هذا الحب صعب و الحفاظ عليه مهمة اكثر صعوبة لذا عليك ان تحول كل مكوناته من مجرد كلمات مكتوبة الي افعال ملموسة حتي لا يتحول الي شكل اخر باهت من اشكال الحب الغير منطقية...
أيمن الشاعر 
23/9/2015 

المصادر

  1. Sternberg, Robert J. (2007). "Triangulating Love". In Oord, T. J. The Altruism Reader: Selections from Writings on Love, Religion, and Science. West Conshohocken, PA: Templeton Foundation. p. 332. ISBN 9781599471273.
  2. Sternberg, Robert J. (2004). "A Triangular Theory of Love". In Reis, H. T.; Rusbult, C. E. Close Relationships. New York: Psychology Press. p. 258. ISBN 0863775950.

5 التعليقات:

هل كرهت شخصا اليوم؟ ( انت تكره الاخر؟ )


هل كرهت شخصا اليوم؟
سؤال قد يبدوا عجيبا غريبا عن المعتاد و قد يبدوا صريحا عن المعتاد
و بالرغم من ملائكية الاجابة ..انا لا أكره اي شخص ..أنا انسان طيب حنون ..أنا انسانة لا تعرف الكراهية 
الا ان الواقع يعكس عكس ذلك ..الواقع يصف حالة كراهية غريبة تنتاب العقول بشكل ملحوظ
تحدثنا في المقال السابق عن كراهية الذات ..اليوم نتحدث عن كراهية من نوع اخر بدات تغزو بشدة عقول الناس في الفترة الاخيرة و بشدة او الا و هي كراهية الاخر ..كراهية من يختلف عنك...
أي كراهية الاختلاف؟!...
كم مرة كرهت شخصا لمجرد انه مختلف عنك؟..
نعم هناك الكثير و الكثير جدا من الكراهية لمجرد ان من امامك مختلف عنك..
مختلف عنك في اللون..في الجنسية..في العرق.. في الجنس.. في الديانة.. في العقيدة..في السياسة..في الافكار..في المكانة الاجتماعية ..في المكانة المادية..او حتي في فريق كرة القدم الذي تشجعه!...
نعم هناك كراهية خفية في القلوب لا تظهر امام الاعين ..و لكن الصدور تكاد تنفجر من شدة الكراهية , تتمثل في النظرات و الغمزات و الحديث من خلف هذا الشخص و قد تطور في شكل مؤمرات و هناك كراهية علانية تبدا بالسباب و اللعن و تنتهي في اوقات ليست بالقليلة الا درجة القتل!!..
اوقات قد تكون الكراهية مبررة اذا كانت بسبب حادثة سيئة مع هذا الشخص..
لكن ما هو المبرر في ان تكره شخصا اخر لم يؤذيك او يتعرض لك باي شيء تكرهه؟..
ما المبرر الذي اعطي الحق للرجل الابيض ان يسيطر و يهيمن علي الرجل الاسود و يستبعده؟....
ما المبرر الذي اعطي الحق للرجل الابيض المحتل ان يقضي علي شعب الهنود الحمر و يحل محله علي ارضه؟
ما المبرر الذي يعطي شخصا احساسا انه يمتلك افضلية علي غيره من الاجناس الاخري؟
ما المبرر الذي يجعل شخص يقتل شخصا اخر لمجرد انه يختلف معه دينيا او حتي عقائديا؟...
ما المبرر و الدافع الذي يجعل الناس تتشاجر و تتعارك و ربما تتقاتل لمجرد اختلاف سياسي؟...
بل صار اختلافا سياسيا ينهي مصير أسرة قائمة أو يمنع حدوث زواج من الاصل!!...
ما المبرر و الدافع الذي يؤدي بمشجعي او بالاحري متعصبي فريق كرة قدم يقدم علي قتل مشجعي فريق اخر؟...
هل لان العنف صار منهاجا انسانيا او بالاحري صارت الروح الانسانية شبه منعدمة؟!..
ما المبرر الذي يجعل رجل او فتاة ينتقد بعنف الجنس الاخر و كانه يصف شيطانا رجيما بل و يعمم و يجعل الامر بالظاهرة؟
لماذا دوما المبالغة عندما نكره الاخر..و كأن المبالغة لكي نبرر الكراهية لاختلافنا مع الاخر؟
الكراهية كما قال مانديلا مثل شرب السم املا في قتل الاعداء
و بذلك كراهيتك للاخر تقتلك انت اولا ..تقتل روحك ..تقتل كيانك الانساني ..و تصبح مجرد شبح انسان
الكراهية تولد التعصب و التطرف و تكون بمثابة المنبع الدائم لهما..
فلكي تقضي علي التطرف و الارهاب يجب ان تقضي علي منابع الكراهية من افكار و دعايات 
في اعتقادي ان الكراهية هي مبرر لافتقادنا لثقافة الاختلاف و معرفة الاخر بشكل كامل
الكراهية نتاج مفاهيم مغلوطة تبدا من الاسرة مرورا بالمجتمع و يدعمه اعلام يشجع علي الكراهية
ايضا الكراهية انعكاسا لعدم قدرتنا علي الحب!!...
عدم قدرتنا علي حب ذاتنا اولا ثم حب الاخر ثانيا!!..
و بالرغم من قول الله تعالي في سورة الحجرات: (يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)
فكانت دعوة ربانية لكل البشرية ان تتواصل و تتعارف اي كان اختلافاتها ..و ان الافضلية ليست لعرق او جنس او اي شيء سوي التقوي لله عز وجل 
فكونوا اتقياء مع الله و مع انفسكم و مع من تختلفون معه
فالحياة لا تستحق كل هذا الصخب و الكراهية!...


  

 

0 التعليقات: