هل كرهت شخصا اليوم؟ ( انت تكره الاخر؟ )


هل كرهت شخصا اليوم؟
سؤال قد يبدوا عجيبا غريبا عن المعتاد و قد يبدوا صريحا عن المعتاد
و بالرغم من ملائكية الاجابة ..انا لا أكره اي شخص ..أنا انسان طيب حنون ..أنا انسانة لا تعرف الكراهية 
الا ان الواقع يعكس عكس ذلك ..الواقع يصف حالة كراهية غريبة تنتاب العقول بشكل ملحوظ
تحدثنا في المقال السابق عن كراهية الذات ..اليوم نتحدث عن كراهية من نوع اخر بدات تغزو بشدة عقول الناس في الفترة الاخيرة و بشدة او الا و هي كراهية الاخر ..كراهية من يختلف عنك...
أي كراهية الاختلاف؟!...
كم مرة كرهت شخصا لمجرد انه مختلف عنك؟..
نعم هناك الكثير و الكثير جدا من الكراهية لمجرد ان من امامك مختلف عنك..
مختلف عنك في اللون..في الجنسية..في العرق.. في الجنس.. في الديانة.. في العقيدة..في السياسة..في الافكار..في المكانة الاجتماعية ..في المكانة المادية..او حتي في فريق كرة القدم الذي تشجعه!...
نعم هناك كراهية خفية في القلوب لا تظهر امام الاعين ..و لكن الصدور تكاد تنفجر من شدة الكراهية , تتمثل في النظرات و الغمزات و الحديث من خلف هذا الشخص و قد تطور في شكل مؤمرات و هناك كراهية علانية تبدا بالسباب و اللعن و تنتهي في اوقات ليست بالقليلة الا درجة القتل!!..
اوقات قد تكون الكراهية مبررة اذا كانت بسبب حادثة سيئة مع هذا الشخص..
لكن ما هو المبرر في ان تكره شخصا اخر لم يؤذيك او يتعرض لك باي شيء تكرهه؟..
ما المبرر الذي اعطي الحق للرجل الابيض ان يسيطر و يهيمن علي الرجل الاسود و يستبعده؟....
ما المبرر الذي اعطي الحق للرجل الابيض المحتل ان يقضي علي شعب الهنود الحمر و يحل محله علي ارضه؟
ما المبرر الذي يعطي شخصا احساسا انه يمتلك افضلية علي غيره من الاجناس الاخري؟
ما المبرر الذي يجعل شخص يقتل شخصا اخر لمجرد انه يختلف معه دينيا او حتي عقائديا؟...
ما المبرر و الدافع الذي يجعل الناس تتشاجر و تتعارك و ربما تتقاتل لمجرد اختلاف سياسي؟...
بل صار اختلافا سياسيا ينهي مصير أسرة قائمة أو يمنع حدوث زواج من الاصل!!...
ما المبرر و الدافع الذي يؤدي بمشجعي او بالاحري متعصبي فريق كرة قدم يقدم علي قتل مشجعي فريق اخر؟...
هل لان العنف صار منهاجا انسانيا او بالاحري صارت الروح الانسانية شبه منعدمة؟!..
ما المبرر الذي يجعل رجل او فتاة ينتقد بعنف الجنس الاخر و كانه يصف شيطانا رجيما بل و يعمم و يجعل الامر بالظاهرة؟
لماذا دوما المبالغة عندما نكره الاخر..و كأن المبالغة لكي نبرر الكراهية لاختلافنا مع الاخر؟
الكراهية كما قال مانديلا مثل شرب السم املا في قتل الاعداء
و بذلك كراهيتك للاخر تقتلك انت اولا ..تقتل روحك ..تقتل كيانك الانساني ..و تصبح مجرد شبح انسان
الكراهية تولد التعصب و التطرف و تكون بمثابة المنبع الدائم لهما..
فلكي تقضي علي التطرف و الارهاب يجب ان تقضي علي منابع الكراهية من افكار و دعايات 
في اعتقادي ان الكراهية هي مبرر لافتقادنا لثقافة الاختلاف و معرفة الاخر بشكل كامل
الكراهية نتاج مفاهيم مغلوطة تبدا من الاسرة مرورا بالمجتمع و يدعمه اعلام يشجع علي الكراهية
ايضا الكراهية انعكاسا لعدم قدرتنا علي الحب!!...
عدم قدرتنا علي حب ذاتنا اولا ثم حب الاخر ثانيا!!..
و بالرغم من قول الله تعالي في سورة الحجرات: (يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)
فكانت دعوة ربانية لكل البشرية ان تتواصل و تتعارف اي كان اختلافاتها ..و ان الافضلية ليست لعرق او جنس او اي شيء سوي التقوي لله عز وجل 
فكونوا اتقياء مع الله و مع انفسكم و مع من تختلفون معه
فالحياة لا تستحق كل هذا الصخب و الكراهية!...


  

 

0 التعليقات: