زمن الفتن ( الفتنة الاولي ج 4)

ملخص ما قد سبق 

حكم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لمدة 12 عام , اول 6 اعوام كانت فترة استقرار و عدم غضب تجاهه 
في اخر 6 اعوام انقلبت الاية و تصاعد الغضب ضده بسبب توليته اقاربه كولاة علي المدن اختار اهل الثقة علي اهل الكفاءة 
ارتكب بني امية (أهل عثمان بن عفان) الكثير من الاخطاء في حكهم للولايات مما ادي الي نقمة الاهلي ضدهم و ضد عثمان بن عفان 
عندما وصلت الشكوى لعثمان بن عفان و اجتمع برجاله اختار حل الاموال و ابعاد الثائرين لكن هذا الحل لم يرضي الثائرين عن الولاة 
رفض ثائري الكوفة  واليهم سعيد بن العاص و منعوه من دخول المدينة و نجحوا في عزله و تولية أبا موسي الاشعري 
اراد ثوار مصر عزل عمرو بن العاص نظرا لشدته معهم فتم عزله تدريجيا من قبل عثمان بن عفان و تولي عبد الله بن سعد بن ابي السرح (أخو عثمان في الرضاعة) ولاية مصر الا ان المصريين ثاروا عليه لاحقا و طالبوا بعزله و تولية محمد بن ابكر بكر خلفا له 
لكن عثمان بن عفان ابي في البداية عزل عبد الله بن ابي السرح لكن بعد لقائه بعلي بن ابي طالب كره الله و جهه وافق علي عزل عبد الله و تولية محمد بن ابي بكر ولاية مصر بل و خطب خطبة عظيمة نجحت في اكتساب مشاعر كل من حوله من مؤيدين و معارضين 
جاء دور مروان بن الحكم (قريب عثمان بن عفان من بني امية) ليشعل النار مرة اخري سواء بحديثه المتعالي للثوار او بالخطاب الذي كتب بخط يده و تم ارساله عبر غلام الي عبد الله بن ابي السرح الذي يدعوه باسم عثمان بن عفان بقتل محمد بن ابي بكر و الثوار الذين معه 
ادي حديث مروان بن الحكم الي غضب الامام علي بن ابي طالب و ابتعاده عن الدفاع عن عثمان بن عفان 
بينما ادي الخطاب الي اشعال الثورة بشكل عنيف ضد امير المؤمنين عثمان بن عفان و المطالبة اما بعزله من امارة المسلمين او بتسليم مروان بن الحكم للثوار 
رفض عثمان الطلبين مما ادي الي حصاره في بيته من قبل الثوار لمدة 40 يوما تقريبا اصيب فيها عثمان في قدمه من قبل شخص يدعي  جهجاه حطم العصا التي كان يتأكاعليها عثمان بن عفان و هو علي المنبر علي قدم امير المؤمنين مما ادي الي اصابة بليغة , كان يدافع عن عثمان بن عفان في فترة الحصار ابناء الصحابة علي رأسهم  الحسن والحسين، وعبد الله بن الزبير - وكان أمير الدار - وعبد الله بن عمرو ووصل عدد المدافعين عنه 700  فرد 
الا ان عثمان لم شعر بدنو اجله و خشي من حدوث قتال كبير بين انصاره و الثوار , فطالب انصاره بالرحيل حتي يأمن عدم وقوع دماء يحمل هو وزرها لاحقا 
بعد رحيل انصار عثمان بيوم اقتحم الثوار البيت علي رأسهم محمد بن ابي بكر الذي دخل في جدال مع عثمان بن عفان بل و مسك بلحيته الا ان عثمان قال له ان اباه يقصد ابي بكر الصديق لم يكن يفعل ذلك معه فأستحي محمد من ذلك و خرج فدخل باقي الثوار منهم القاتل أبي رومان ( أو رومان أو سودان بن رومان المرادي) و قيل في رواية اخريأسود بن حمران لعنه الله ضرب أمير المؤمنين بحربة و بسيف
و قيل اشترك في قتله 3 هم : 
كنانة بن بشر:ضرب جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد
سودان بن حمران المرادي:  ضربه بالسيف و الحربة حتي قتله
عمرو بن الحمق: وثب على عثمان فجلس على صدره، وبه رمق، فطعنه تسع طعنات

الخلاصة:

أختيارك لأهل الثقة هي بداية النهاية لأي إنجاز قد تم...فقد خذل بنو أمية أبنهم عثمان بن عفان و كانوا احد الأسباب في مقتله!!..
ربما كان عثمان بن عفان لينا أكثر من اللازم سواء مع رعيته أو مع اهله مما أدي الي طمعهم فيه أكثر مما يجب..
لذا يجب أن تجمع ما بين الشدة و اللين ..الحزم و اللطف حتي تقود الناس بشكل صحيح. 
في وقت الفتن تشاع الاكاذيب و ما اكثر الاكاذيب التي طالت أمير المؤمنين في دينه و اخلاقه..لذا لا تلقي أذنيك لأي قول يقال و حكم عقلك فيما يقال 
عندما تختار ما بين نفسك و بين أمتك أيهم تضحي, يجب أن تضحي بذاتك فالأشخاص ينتهون بينما الامم لا تنتهي و هكذا فعل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ضحي بنفسه في سبيل ان لا يتقاتل المسلمون من أجله
كان مقتل عثمان بن عفان بداية الشرارة لفتنة أعظم و هذا سيكون محور حديثنا القادم الا و هو الفتنة الكبري

في رثاء عثمان  

و ختاما نقول في رثاء أمير المومنين ذو النوريين عثمان بن عفال 
قال أيمن بن خزيمة‏:‏
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى *** وأي ذِبح حرام وَيحْهم ذبحوا
وأي سنة كفر سن أولهم *** وباب شر على سلطانهم فتحوا
ماذا أرادوا أضل اللَّه سعيهم *** بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
المصادر
البداية و النهاية ابن كثير الجزء السابع 
تاريخ الخلفاء السيوطي 

تاريخ الأمم والملوك الطبري ج 2

 

0 التعليقات: